أقلب صفحات الجرائد سريعا فأتخبط في تنبؤات الأبراج. أطالع المجلات فيصادفني إعلانات معالجي الروحانية. أقلب برامج التلفاز فأجد مذيعة معهودة بالالتزام ودائما تستضيف كبار الشيوخ وأساتذة الأزهر ومشهود لها بالالتزام أجدها تستضيف روحانيةوأخصائية علم الطاقة وقررت أن أستمع إلي الهراء وما زادني تعجب إلا إيماءات المذيعة التي كلها إعجاب وتأييد .
انظروا ماذا قالت أن الناس تعتقد بالخطأ أن الحجر الأزرق هو من يمنع عنهم الحوادث والحسد ولكن الحقيقة أن الحجر الأخضر هو من يمتلك تلك الطاقة وأنصح به قائدي السيارات للحرص علي سلامتهم من الحوادث فهي تجلب طاقة الأمان. أغلقت التلفاز وأنا أضرب كفا بكف،كيف لعاقل أن يسلم عقله لفكرة ساذجة مثل هذه ؟؛كيف لحجر أصم أخرس أن يحيطني بطاقة ما تجعلني في مأمن؟ وما بالهم برب الحجر ؟، ألا يجدر بهم طلب العون من الله ؟ما كل هذه السخافات التي باتت تحيط مجتمعنا من إعلان لعالم روحاني مغربي يجلب المال ويجلب الحبيب ويزوج ويطلق ،أحقا تمتلكون عقلا في هذه الجمجمة؟أي ألفية تعيشون ما بال هؤلاء القوم كلما تقدموا قدما تأخروا فهما ووعيا . الله جالب التوفيق والحب والأمان،في نبرة صغير يعي أن الله مأواه يقرأ بصوت بريء سورة الإخلاص قبل أن ينام ويحتمي من كوابيس ليله بآية الكرسي،أين هم منه؟،ألن نكتفي جهلا ؟ألا نعيش بالعقل الواعي وبالمباديء السوية التي خطها لنا نبي الرحمة والهدي.
دمتم عقلاء . دمتم في حضارة لا تنضب ولا تستحدث حضارة الإسلام وهدي نبي الإسلام.
